د. خلود كنيس السعيدي
المقدمة : نسعى في هذه الورقة إلى فحص هياكل الخطاب في تقارير صادرة عن منظمتين حقوقيتين دوليتين في الفترة التي أعقبت أحداث 7 أكتوبر 2023 في فلسطين، لتبين تقاطع البنية النصية للخطاب وموازين القوى والهيمنة في العالم، ومدى علاقة ذلك بكيفية تمثيل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال. ولتحقيق ذلك تتبع منهج التحليل النقدي للخطاب (CDA) في تفكيك الخطاب، وتحديدا منهج فاندايك” العرفاني وعلاقة البني النصية بالتمثل الذهني والأيديولوجي للأشياء، واستثمار التحليل النصي عند “فاركلوف” وعلاقته بالممارسات السياسية، من خلال تحليل الاختيارات المعجمية، والبنية التركيبية والدلالية، وبنية النص والإجمال والتفصيل في الوصف والاقتراضات، إلخ، ثم تفسير تلك الاختيارات في ضوء علاقتها بالهيمنة الغربية. من أهم نتائج البحث وجود تحيز أيديولوجي سياسي في خطاب حقوق الانسان الدولي حيث لا يعترف هذا الخطاب من خلال الهياكل النصية المستخدمة بالمقاومة الفلسطينية، رغم شرعية ذلك في المعاهدات والمواثيق الدولية. ويعتبر الكيان المحتل دولة مستقلة الذات والاعتداء عليها انتهاكا للمواثيق الدولية، ومقاومة ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني مظهرا إرهابيا، ما يشرع صده في إطار قانون “الحرب على الإرهاب” الناشئ عند الغرب. وهو ما يؤكد ارتباط منظور الخطاب الحقوقي بالقيم الغربية والهيمنة السياسية للقوى الدولية الفاعلة.